حازم نصر يكتب: نصف قرن من التنوير وصناعة المعرفة 

حازم نصر
حازم نصر

لم أعرف كيف سأبدأ حديثي في حضور تلك الكوكبة من قيادات الجامعة وعلمائها وأساتذتها وطلابها والزميلات والزملاء أعضاء الأسرة الصحفية بالدقهلية ولفيف من الشخصيات العامة ..فاللقاء كان محدد سلفا  حول : تاريخ جامعة المنصورة .. ( نصف قرن من التنوير وصناعة المعرفة ) 
بالتأكيد تاريخ جامعة المنصورة العريق يحتاج لمحاضرات متتابعة ولا يمكن الاحاطة به في محاضرة او حتى اثنتين .
الدعوة الكريمة  تلقيتها من الدكتور أشرف عبد الباسط رئيس الجامعة  ونائبه الدكتور  محمد عطية  وتوجهت اليوم في الموعد المحدد بصحبتهما  لكلية طب المنصورة .
وجهت الشكر لرئيس الجامعة لدعوتي لشرف المشاركة بتلك المحاضرة بمناسبة اليوبيل الذهبي للجامعة .. وكان لاختيار  قاعة مؤسس الكلية والجامعة الراحل العظيم الدكتور إبراهيم أبو النجا مكانا للقاء  دلالة رمزية موحية.
 كلية طب المنصورة كانت نواة الجامعة ومهدها الأول وانطلقت من بيت الناظر ـ هذا المبنى الأثري البديع ـ حتي أصبحت الآن بفضل الأجيال المتعاقبة من أساتذتها تحتل مكانا متميزا بين كليات الطب على مستوى العالم بما تملكه من امكانيات بشرية ومادية يندر وجودها في أي كلية مثيلة .
الدكتور أشرف شومه عميد الكلية ووكلائها كانوا في مقدمة الحضور .. كما حضر عدد  من نواب رؤساء الجامعة السابقين من بينهم الدكتورة ماجدة نصر والدكتور حسن عتمان وكلاهما قام بعمل رئيس الجامعة في فترات متقاربة وحضر  عمداء كلية الطب السابقين يتقدمهم الدكتور عمرو سرحان رئيس لجنة تأريخ وتوثيق الجامعة ..كما قدم لحضورها من القاهرة الدكتور محمد المهدي أستاذ الطب النفسي الشهير والدكتور أمجد فؤاد أستاذ ورئيس أقسام الجراحة ومدير مركز الجهاز الهضمي السابق وعدد من عمداء كليات الجامعة وعدد من الأساتذة يصعب الإحاطة بهم .
كلمات رئيس الجامعة ونائبه وعميد الطب  كانت معبرة عن اعتزازهم بما حققته الجامعة لمجتمعها على مدار نصف قرن من الزمان .
وبعد تقديم من  الدكتور أحمد أنور العدل المشرف على إدارة الوافدين بالجامعة بدأت الحديث عن أهمية التاريخ وحتمية دراسته مع التأكيد على أن مصر تمتلك أعظم تاريخ فهي أصل حضارة العالم ومهدها الأول ويكفي ما ذكره عالم الآثار الأمريكي " جيمس بريستد " في كتابه " فجر الضمير " بأن ضمير الإنسانية بدأ في التشكل في مصر قبل أي بلد بالعالم منذ 5 آلاف عام .
وعن الحديث عن جامعة المنصورة كسادس الجامعات المصرية من حيث النشأة كان لابد من الإشارة إلى منجزاتها الطبية الفريدة التي بدأت بتأسيس عالم مصر الكبير الدكتور محمد غنيم لمركز الكلى ثم تأسيس الراحل الكبير الدكتور فاروق عزت لمركز جراحة الجهاز الهضمي ومستشفى الطوارئ ثم تتابع إنشاء المراكز الطبية لتبلغ الآن 14 مركزا عالميا جعلتها عاصمة مصر الطبية بل قبلة المرضى  العرب والأفارقة  وبعض الأوربيين الباحثين عن أفضل فرص للعلاج .
كما تبوأت الجامعة مكانة بحثية وتعليمية رفيعة بين الجامعات العالمية فضلاً عن بصماتها المعاصرة في مجالات التحول الرقمي الذي حولها لجامعة ذكية من جامعات الجيل الرابع .
كما أن ما قامت به الجامعة في مجال المبادرات الرئاسية المتتابعة يؤكد على أنها جامعة وطنية متميزة في عصر الجمهورية الجديدة ..وكان لابد من الإشارة للمجهودات الكبيرة في قطاعات شئون التعليم والطلاب والدراسات العليا والبيئة وخدمة المجتمع وما قامت ـ ولاتزال ـ تقوم به الجامعة في مواجهة جائحة كورونا .
حتما كان لابد من استعراض جهود رؤساء الجامعة السابقين 
والقامات من الأساتذة بل وجميع منسوبي الجامعة .
لقد خرجت الجامعة عن الكلاسيكية في تنظيم يوبيلها الذهبي  بما لا يقتصر في كونه احتفالاً في حد ذاته بل امتد من خلال 20 حدث قومي و70 احتفالية موزعة على الكليات وإعلان استراتيجية التميز للمسؤولية الاجتماعية للجامعة ضمن مشاركة الجامعة المنتظمة في دعم المبادرة الرئاسية حياة كريمة فضلًا عن مشاركة الدولة المصرية ضمن استراتيجياتها في ربط الجامعة بمنظمات المجتمع المدني والهيئات العاملة اجتماعيًا في  الوطن خاصة عقب إعلان عام 2022  كعام لمنظمات المجتمع المدني .
لقد أكدت الجامعة إيمانها الكامل ودعمها المستمر لسياسة الجمهورية الجديدة ودعم أهداف التنمية المستدامة كجزء أصيل من جوانب التنمية الشاملة لمكانته الكبرى في صناعة العلم والمعرفة .
وقبل أن أغادر المكان كان لابد من تقديم  التهنئة لقيادات الجامعة وعلمائها  وأساتذتها  والعاملين بها وطلابها باليوبيل الذهبي لمؤسسة تعليمية يفخر بها كل أبناء الوطن .